الاثنين، 2 يونيو 2008

إعتداء علي رهبان دير أبو فانا بجنوب مصر



تظاهر مصريون مسيحيون غاضبون في مدينة ملوي بمحافظة المنيا في صعيد مصر الاحد احتجاجا على ما يعتبرونه تغاضي الحكومة عن حمايتهم بعد هجمات عدة استهدفت الاقباط خلال الايام الاخيرة.
وتجمع اكثر من 300 مسيحي قبطي امام مطرانية الاقباط الارثوذكس في ملوي (300 كيلومتر جنوب القاهرة) غداة صدامات بين مسلمين ومسيحيين عند دير اثري في محافظة المنيا ادت الى اصابة اربعة اقباط من بينهم اثنان بطقات نارية ومقتل مسلم بالرصاص.
ووقعت الصدامات بسبب نزاع مستمر منذ عدة سنوات وتجدد اخيرا في مطلع العام بين رهبان دير ابو فانا (270 كم جنوب القاهرة) والمسلمين من سكان قرية مجاورة يريدون منع الدير من بناء سور يحيط بالاراضي التابعة له والتي يعتبر المسلمون انها مملوكة لهم بوضع اليد رغم انها من املاك الدولة.
وكان رهبان دير ابو فانا حصلوا قبل شهرين على موافقة نهائية من السلطات الرسمية ببناء السور وشرعوا قبل عدة ايام في اعمال الحفر تمهيدا لتشييده ما ادى الى تحرك سكان القرية المجاورة لوقف الاعمال.
وروى احد رهبان الدير وهو الاب دوماديوس لوكالة فرانس برس ما حدث مؤكدا ان "حوالى 60 من سكان القرية المجاورة المسلمين هاجموا الدير عند الساعة السادسة مساء السبت وكانوا مسلحين بما لا يقل عن 20 بندقية الية اضافة الى العصي".
واضاف الاب دوماديوس "فوجئنا باطلاق نيران كثيف في الهواء ثم استولى المهاجمون على الجرافة التي كان العمال يستخدمونها في الحفر وانقسموا الى عدة مجموعات وقاموا بهدم غرفتين يستخدمها الرهبان للخلوة بواسطة الجرافة واحرقوا ثلاث غرف اخرى كما احرقوا وهشموا محتويات الدور الاول من مبنى كنيسة صغيرة تقع داخل حرم الدير".
واوضح انه اثناء هذه الاحداث "اصيب اثنان من طالبي الرهبنة الموجودين في الدير بالرصاص واثنان من الرهبان من جراء ضرب عنيف بالعصي". واكد ان المهاجمين اختطفوا ثلاثة من الرهبان اثناء انسحابهم.
واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان ثلاثة رهبان خطفوا بالفعل من قبل المسلمين اثناء الصدامات واطلق سراحهم صباح الاحد ونقلوا الى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
وصرح الاب بولس من مطرانية الاقباط الارثوذكس في ملوي الذي زار الرهبان الثلاثة في المستشفى "لقد قالوا انهم عذبوا وضربوا واهينوا وقيدت ايديهم".
واضاف لوكالة فرانس برس ان احد الرهبان الثلاثة الذين اختطفوا "ضرب بمؤخرة بندقية وكسرت ساقه". وقال الاب دوماديوس "انه الهجوم الثامن عشر على الدير خلال السنوات السبع الاخيرة وكان اخرها في كانون الثاني/يناير 2008".
واضاف "لم يتم القاء القبض على احد رغم ذلك وفي كل مرة نتقدم فيها بشكوى الى الشرطة تتجاهل الامر".
وقالت مصادر امنية انه القي القبض على ثمانية اشخاص في اطار التحقيق في هذه الاحداث من بينهم المقاول المسيحي الذي يتولى عملية تشييد سور الدير ويشتبه في قيامه باطلاق النار على احد المسلمين وقتله اثناء الصدامات.
وجاءت هذه الصدامات في وقت يخشى فيه من فتنة طائفية خصوصا بعد هجومين على محلي مجوهرات مملوكين لاقباط احدهما في القاهرة الاربعاء الماضي وقتل خلاله اربعة مسيحيين والاخر في الاسكندرية تم خلاله سرقة محتويات المحل تحت تهديد السلاح.
وقلل محافظ المنيا اللواء احمد ضياء الدين من شان الصدامات التي وقعت معتبرا انها نزاعات شخصية وليست طائفية. وقال في تصريح للتلفزيون المصري "انه نزاع بين جارين وليست مسالة طائفية".
ويعتبر الاقباط المصريون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط ويراوح عددهم بين 6% و10% من سكان مصر البلاع عددهم 80 مليونا.

ليست هناك تعليقات: