من الصعب أن ترى شعب تنكر لماضيه وقوميته وحضارته كما فعل المصريون، فقد نسي المصريون قوميتهم المصرية وانغمسوا في القومية العربية. وتنتابك الحسرة عندما تعود لذاكرة التاريخ, فتجد ان في الوقت الذي برع فيه المصريون في مجالات الطب والهندسة والفلك، وبنوا القصور والمعابد وشيّدوا مدناً ما زالت أثارها باقية حتى الآن, كان نظرائهم من العرب يعيشون في خيام, يتنقلون من مكان لأخر، يتقاتلون من أجل الحصول على حبّات المطر، يستيقظ العربي صباحاً ليركع تحت أرجل معزة, يلتقم ثديها ليتناول وجبة الإفطار. وربما يكررها في منتصف اليوم وقبل النوم. فلم يكن له مصدر رزق غير قطيعه. فكيف بدّلالمصريون قوميتهم بهذه القومية التي يخجل المرء من إنتمائه لها؟؟!!!, وكيف بصاحب حضارة عظيمة يشهد لها العالم بأسره من شرقه لغربه، بل إن أجدادهم مازالوا يحيّرون علماء العصر الحديث، فمازال العالم غير قادر على معرفة فن التحنيط، ولا هم قادرون على معرفة كيف لفرعون مصر رمسيس استطاع أن يبني تمثالاً تتعامد عليه الشمس مرتين في العام يوم عيد ميلاده ويوم عيد تجليسه على عرش مصر، بل أن وفود العالم تتوافد مرتين في العام لتشهد هذا الحدث العظيم،،،، كيف لنا أن نتنكر لأجدادنا العظماء ونبدّلهم بحفاة عراة رعاة غنم!!!!
قد يظن البعض إنني أهاجم الإسلام بكلامي هذا، وهي الفزّاعة التي يلقوها في وجوهنا ووجوه كثير من المسلمين المصريين الذين يريدون التمسك بهويتهم المصرية.
ولكن أبداً فهناك مسلمون إرتضوا بالإسلام كدين واحتفظوا بقوميتهم كبلاد فارس (إيران) وباكستان، والأكراد والأتراك والأندونيسين والهنود والأفغان ويقال ان 80% من المسلمين لا يتكلمون العربية ولا يقرأون القرآن بل يرددون بعض من آياته بدون فهم, فالعرب المسلمون يمثلون نسبة قليلة من المسلمين، هل يقبل الإيراني أن تناديه بالعربي؟ هل يقبل الباكستاني ذلك؟ هل يوافق الكردي أن تناديه عربي؟ أبداً فكل منهم يفتخر بهويته وقوميته قدر افتخاره بدينه.حتي الامازيع المسلمون في الجزائر يفخرون ويبرزون قوميتهم ويندر أن يختطلون بالعربي الأصل, إلا المصريون الذين ارتضوا أن يضعوا قوميتهم وهويتهم تحت أقدامهم من أجل العروبة.
هناك دول تتكلم الإنجليزية مثل كندا، الولايات المتحدة، أستراليا ، وبالرغم أن من بينهم مهاجرين بريطانيين ولكن كل منهم يعتز بإنتمائه لدولته، بالرغم أن عمر هذه الدول عدة قرون، وهناك دول أمريكا اللاتنينة التي تتحدث الإسبانية ولا يدّعون إنهم أسبان بالرغم من العديد من الأسبان الذين ذهبوا مع جيوش أسبانيا التي احتلّت هذه البلاد وبقوا هناك، إلا أن كل منهم يعتز بهويته وبقوميته ويترفّع أن يقول إنه أسباني.
فلماذا نحن أولاد حضارة سبع آلاف سنة نتنكر لماضينا وحضارتنا التي يجب أن تكون مصدراً للفخر. قد يكون الطغيان العربي العنصري في العصور الأولى للغزو العربي هو السبب في ذلك, فبإعتراف صوفي حسن أبو طالب (رئيس مجلس الشعب المصري السابق ورئيس مصر بعد إغتيال السادات لمدة أربعين يوم) إن المجتمع المصري كان منقسا لثلاث طبقات إبان الحكم الإسلامي لمصر,الطبقة الأولى طبقة العرب الذين هاجروا لمصر, والثانية طبقة المصريين الذين دخلوا الإسلام، والطبقة الثالثة والأخيرة المصريين الذين بقوا على ديانتهم المسيحية (تاريخ القانون في العصر الإسلامي الجزء الثاني)، قد يكون هذا هو سبب تنكر المصريين لمصريتهم ولهويتهم للوصول لمستوى الطبقة الأولى.
وعلى أية حال نحن لا ننكر إن هناك قبائل عربية بأكملها قد هاجرت لمصر، هرباً من القحط في شبه الجزيرة العربية، وهؤلاء عكس ما يظن البعض لم تختلط دمائهم بالمصريين ولم يتزاوجوا من المصريين، إلا في القرن الأخير. فقد كانوا متعالين على المصريين، وفي بعض الأحيان كان العربي يتزوج بمصرية، ولكن لا يسمح بزواج إبنته من مصري أبداً، ومازالت هذه العادة موجودة عند عرب سيناء وعرب الشرقية وشمال مصر عموماً الذين يطبقون المثل الذي يقول (يأكلها التمساح ولا يتزوجها الفلاح). ثم أتىَ عصر عبد الناصر الذي لم تكفيه زعامته لمصر، فأراد أن يكون زعيماً لكل العرب، فأطلق شعار القومية العربية ليقضي على البقية الباقية من القومية والهوية المصرية.
النظام الحاكم في مصر مازال يسير على نفس النهج. بما فيه من جرم في حق الوطن، حتى إن حزب مصر الأم الذي كان ينادي بالقومية والهوية المصرية تم رفضه، ونفس الأمر سيتكرر مع الحزب المصري الليبرالي، بحجة عدم سلخ مصر من قوميتها وعدم عزلها عن العرب، وهي حجة بالية مضحكة مبكية في نفس الوقت، لأن العرب لم يقدموا لمصر شيئاً يُذكر على مدار التاريخ، بل إنهم أذلّوا مصر والمصريين عندما أصبحوا من الدول الغنية بعد إكتشاف النفط. وجعلوا من المصريين الذين يعملون في بلادهم عبيدا تحت نظام الكفيل، بل إنهم يفضلون العمالة الأسيوية على المصرية، ولو لديهم ذرّة حب لمصر والمصريين لحلّوا مشكلة البطالة في مصر. كل ما يريدونه من مصر أن تضحي بدماء أبنائها من أجلهم وأن تدافع عنهم ليتفرغ أولادهم للتنزه والسهر في كباريهات أوربا وأمريكا.
كما إن الدعوة بإن العالم يتجمع في تكتلات اقتصادية، والدعوة للقومية المصرية يضعف الحلم في إقامة سوق عربية مشتركة، الرد عليها أن أوربا توحدت وتم إقامة الإتحاد الأوربي بالرغم من أن أوربا بها العديد من القوميات واللغات المختلفة، فالعواطف لا تبني تكتلات ولكن تبادل المصالح هو الذي يبني تكتلات. المصالح لا تعرف العواطف فلو كانت تعرف العواطف لماذا لم تحقق الجامعة العربية هدفا واحداً من الأهداف التي انشئت لأجلها.ولماذا لم نرى وحدة عربية كنظيرتها في أوربا.
في دعوتنا لإحياء القومية المصرية، لا ننكر على أحد مصريته فكل الذين ولدوا في مصر مصريون. ولكن على كل مصري من أصل عربي أن يعرف إن هذه البلد يسمى أهلها بالقبط. وعليه أن يحترم سكان البلد الأصليين ويحترم ثقافتهم وديانتهم ويحترم لغتهم، وعليهم أن يكفرّوا عن أخطاء الماضي كما كفّرت بلاد ما يسمى العالم الجديد عن أخطائهم، ونسوق لكم كندا على سبيل المثال.
اعتراف الدولة بالجرائم التي أرتكبت من البيض ضد سكان البلاد الأصليين، بالإضافة لمنحهم مبالغ مالية تعويضاً عن الأضرار, منحت لهم الأولوية في الحصول على الوظائف الحكومية حتى لو كانوا أقل كفاءة من غيرهم من المتقدمين للحصول على وظيفة، إعفائهم من دفع الضرائب التي كانت 15% والآن أصبحت 13% بعد تولي حكومة المحافظين, إعفاء منتجاتهم التي ينتجونها في مصانعهم من أية ضرائب. هكذا تتعامل الدول المحترمة مع أصحاب البلاد الأصليين، أما الأقباط أصحاب البلد الأصليين فيتنكر لهم هؤلاء الذين دخلوا الإسلام عنوة ولعدم قدرتهم على تحمل دفع الجزية، فتُخطَف بناتنا وتُحرَق كنائسنا ونُحرَم من تولي الوظائف العامة ببلدنا، ولا يوجد بطول مصر وعرضها معهد واحد لتدريس لغة أجدادنا، بالرغم من وجود قسم بكلية الآداب يعلّم العبرية، ودفنّا هويتنا وقوميتنا بأيدينا وأدّعينا إننا عرب بالرغم من إننا حاميين والعرب ساميين!!!!!
أتمنى من كل مصري أن يسأل نفسه هذا السؤال، هل أنا مصري وعُرِّبت أم عربي ومُصّرِت؟ وهل تحدثي بالعربية يلغي هويتي وقوميتي ويعطيني الحق أن أتنكر لتاريخ أجدادي صنّاع الحضارة؟ وهل يوجد اعتراض بين كوني مسلم أو مسيحي وهويتي وقوميتي؟
عموماً أنا من جانبي عندما اُسأل عن جنسيتي فأقول بفخر مصري، وعندما أُسأل ما إذا كنت عربي. أقول أنا مصري فرعوني ولست بعربي أنا مصري مش عربي.
قد يظن البعض إنني أهاجم الإسلام بكلامي هذا، وهي الفزّاعة التي يلقوها في وجوهنا ووجوه كثير من المسلمين المصريين الذين يريدون التمسك بهويتهم المصرية.
ولكن أبداً فهناك مسلمون إرتضوا بالإسلام كدين واحتفظوا بقوميتهم كبلاد فارس (إيران) وباكستان، والأكراد والأتراك والأندونيسين والهنود والأفغان ويقال ان 80% من المسلمين لا يتكلمون العربية ولا يقرأون القرآن بل يرددون بعض من آياته بدون فهم, فالعرب المسلمون يمثلون نسبة قليلة من المسلمين، هل يقبل الإيراني أن تناديه بالعربي؟ هل يقبل الباكستاني ذلك؟ هل يوافق الكردي أن تناديه عربي؟ أبداً فكل منهم يفتخر بهويته وقوميته قدر افتخاره بدينه.حتي الامازيع المسلمون في الجزائر يفخرون ويبرزون قوميتهم ويندر أن يختطلون بالعربي الأصل, إلا المصريون الذين ارتضوا أن يضعوا قوميتهم وهويتهم تحت أقدامهم من أجل العروبة.
هناك دول تتكلم الإنجليزية مثل كندا، الولايات المتحدة، أستراليا ، وبالرغم أن من بينهم مهاجرين بريطانيين ولكن كل منهم يعتز بإنتمائه لدولته، بالرغم أن عمر هذه الدول عدة قرون، وهناك دول أمريكا اللاتنينة التي تتحدث الإسبانية ولا يدّعون إنهم أسبان بالرغم من العديد من الأسبان الذين ذهبوا مع جيوش أسبانيا التي احتلّت هذه البلاد وبقوا هناك، إلا أن كل منهم يعتز بهويته وبقوميته ويترفّع أن يقول إنه أسباني.
فلماذا نحن أولاد حضارة سبع آلاف سنة نتنكر لماضينا وحضارتنا التي يجب أن تكون مصدراً للفخر. قد يكون الطغيان العربي العنصري في العصور الأولى للغزو العربي هو السبب في ذلك, فبإعتراف صوفي حسن أبو طالب (رئيس مجلس الشعب المصري السابق ورئيس مصر بعد إغتيال السادات لمدة أربعين يوم) إن المجتمع المصري كان منقسا لثلاث طبقات إبان الحكم الإسلامي لمصر,الطبقة الأولى طبقة العرب الذين هاجروا لمصر, والثانية طبقة المصريين الذين دخلوا الإسلام، والطبقة الثالثة والأخيرة المصريين الذين بقوا على ديانتهم المسيحية (تاريخ القانون في العصر الإسلامي الجزء الثاني)، قد يكون هذا هو سبب تنكر المصريين لمصريتهم ولهويتهم للوصول لمستوى الطبقة الأولى.
وعلى أية حال نحن لا ننكر إن هناك قبائل عربية بأكملها قد هاجرت لمصر، هرباً من القحط في شبه الجزيرة العربية، وهؤلاء عكس ما يظن البعض لم تختلط دمائهم بالمصريين ولم يتزاوجوا من المصريين، إلا في القرن الأخير. فقد كانوا متعالين على المصريين، وفي بعض الأحيان كان العربي يتزوج بمصرية، ولكن لا يسمح بزواج إبنته من مصري أبداً، ومازالت هذه العادة موجودة عند عرب سيناء وعرب الشرقية وشمال مصر عموماً الذين يطبقون المثل الذي يقول (يأكلها التمساح ولا يتزوجها الفلاح). ثم أتىَ عصر عبد الناصر الذي لم تكفيه زعامته لمصر، فأراد أن يكون زعيماً لكل العرب، فأطلق شعار القومية العربية ليقضي على البقية الباقية من القومية والهوية المصرية.
النظام الحاكم في مصر مازال يسير على نفس النهج. بما فيه من جرم في حق الوطن، حتى إن حزب مصر الأم الذي كان ينادي بالقومية والهوية المصرية تم رفضه، ونفس الأمر سيتكرر مع الحزب المصري الليبرالي، بحجة عدم سلخ مصر من قوميتها وعدم عزلها عن العرب، وهي حجة بالية مضحكة مبكية في نفس الوقت، لأن العرب لم يقدموا لمصر شيئاً يُذكر على مدار التاريخ، بل إنهم أذلّوا مصر والمصريين عندما أصبحوا من الدول الغنية بعد إكتشاف النفط. وجعلوا من المصريين الذين يعملون في بلادهم عبيدا تحت نظام الكفيل، بل إنهم يفضلون العمالة الأسيوية على المصرية، ولو لديهم ذرّة حب لمصر والمصريين لحلّوا مشكلة البطالة في مصر. كل ما يريدونه من مصر أن تضحي بدماء أبنائها من أجلهم وأن تدافع عنهم ليتفرغ أولادهم للتنزه والسهر في كباريهات أوربا وأمريكا.
كما إن الدعوة بإن العالم يتجمع في تكتلات اقتصادية، والدعوة للقومية المصرية يضعف الحلم في إقامة سوق عربية مشتركة، الرد عليها أن أوربا توحدت وتم إقامة الإتحاد الأوربي بالرغم من أن أوربا بها العديد من القوميات واللغات المختلفة، فالعواطف لا تبني تكتلات ولكن تبادل المصالح هو الذي يبني تكتلات. المصالح لا تعرف العواطف فلو كانت تعرف العواطف لماذا لم تحقق الجامعة العربية هدفا واحداً من الأهداف التي انشئت لأجلها.ولماذا لم نرى وحدة عربية كنظيرتها في أوربا.
في دعوتنا لإحياء القومية المصرية، لا ننكر على أحد مصريته فكل الذين ولدوا في مصر مصريون. ولكن على كل مصري من أصل عربي أن يعرف إن هذه البلد يسمى أهلها بالقبط. وعليه أن يحترم سكان البلد الأصليين ويحترم ثقافتهم وديانتهم ويحترم لغتهم، وعليهم أن يكفرّوا عن أخطاء الماضي كما كفّرت بلاد ما يسمى العالم الجديد عن أخطائهم، ونسوق لكم كندا على سبيل المثال.
اعتراف الدولة بالجرائم التي أرتكبت من البيض ضد سكان البلاد الأصليين، بالإضافة لمنحهم مبالغ مالية تعويضاً عن الأضرار, منحت لهم الأولوية في الحصول على الوظائف الحكومية حتى لو كانوا أقل كفاءة من غيرهم من المتقدمين للحصول على وظيفة، إعفائهم من دفع الضرائب التي كانت 15% والآن أصبحت 13% بعد تولي حكومة المحافظين, إعفاء منتجاتهم التي ينتجونها في مصانعهم من أية ضرائب. هكذا تتعامل الدول المحترمة مع أصحاب البلاد الأصليين، أما الأقباط أصحاب البلد الأصليين فيتنكر لهم هؤلاء الذين دخلوا الإسلام عنوة ولعدم قدرتهم على تحمل دفع الجزية، فتُخطَف بناتنا وتُحرَق كنائسنا ونُحرَم من تولي الوظائف العامة ببلدنا، ولا يوجد بطول مصر وعرضها معهد واحد لتدريس لغة أجدادنا، بالرغم من وجود قسم بكلية الآداب يعلّم العبرية، ودفنّا هويتنا وقوميتنا بأيدينا وأدّعينا إننا عرب بالرغم من إننا حاميين والعرب ساميين!!!!!
أتمنى من كل مصري أن يسأل نفسه هذا السؤال، هل أنا مصري وعُرِّبت أم عربي ومُصّرِت؟ وهل تحدثي بالعربية يلغي هويتي وقوميتي ويعطيني الحق أن أتنكر لتاريخ أجدادي صنّاع الحضارة؟ وهل يوجد اعتراض بين كوني مسلم أو مسيحي وهويتي وقوميتي؟
عموماً أنا من جانبي عندما اُسأل عن جنسيتي فأقول بفخر مصري، وعندما أُسأل ما إذا كنت عربي. أقول أنا مصري فرعوني ولست بعربي أنا مصري مش عربي.
هناك تعليق واحد:
أنا مصري مسلم وأنت كلامك سليم, للأسف الموضوع عبارة عن نمطية وشوية شعارات مش أكتر, المصريين محتاجين حد يوعيهم وبس
إرسال تعليق