الثلاثاء، 20 مايو 2008

بصراحة(الأهرام الجديد الكندية)


بصراحة
مدحت عويضة



تباينت الآراء حول تقييم قوة جماعة الإخوان المسلمين في الشارع المصري, البعض هون من قوتها والبعض هول من قوتها, ولكن الكل إعترف بقوتها وإختلفوا فقط في تقدير هذه القوة. الذين ربطوا بين قوة الجماعة ونتائج إنتخابات مجلس الشعب 2005 إرتكبوا خطأ كبير.وهو إنهم عزلوا نتائج الإنتخابات عن الجو التي أجريت فيه فهي كما أطلق عليها بعض المفكرين( إنتخابات الرشاوى والسنج والمطاوي) والإخوان أبرع من يستخدم هذه الأدوات. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينة مهدي عاكف ورفاقه, فيقوم شباب الإنترنت بالدعوة لإضراب السادس من إبريل. وتعلن جماعة الإخوان عن عدم مشاركتها في الإضراب, وإذا بشباب الإنترنت يزلزلون الأرض وبقوة تحت أقدام النظام وينجح الإضراب وتتناقل الحدث أجهزة الإعلام العالمية. ثم يتم الدعوة لإضراب أخر في الرابع من مايو ويعلن الإخوان إنضمامهم بل تزعمهم للإضراب وذلك إنتقاما من النظام بعد أن أصدرت المحكمة العسكرية أحكاما قاسية علي بعض أعضاء الجماعة , وتحدث المفاجأة وهي فشل الإضراب بل إن الإضراب لم يشعر بة أحد. ويخرج علينا مجدي عاكف بتصريحات يقول فيها لقد نجح الإضراب بصورة جزئية ونجحنا في توصيل رسالتنا للنظام. أما عبد المنعم أبو الفتوح فكان أكثر صراحة وأعترف بفشل الإضراب مرجعا الأمر إلي علاوة 30% التي أعلنت عنها الحكومة قبل الإضراب بأيام معدودة.
وللحق فقد أدهشت نتائج الإضرابين كل المراقبين والمحليين السياسيين حتي أكثر أعداء جماعة الإخوان لم يكن يتوقع قلة بل هشاشة تأثير الإخوان علي الشارع المصري بهذه الصورة, لقد وصل الأمر للقول أن مبارك يسيطر علي مؤسسات الدولة بينما يسيطر عاكف علي الشارع المصري. وحتى سعد الدين إبراهيم لم يكف عن تخويفنا وتخويف الغرب من قوة الإخوان الأمر الذي دفع دولا عديدة ل فتح قنوات حوار مع الإخوان ومنهم الولايات المتحدة علي أساس إن وصولهم للسلطة أصبح ممكنا. ومن هنا دفع خوف الحكومات الغربية علي مصالحها بفتح هذه القنوات, وكل ذلك يرجع إلي التقارير وكتابات المحليين والمهتمين بالشأن المصري. ولو كان الإخوان يعلمون إن إعلانهم عن قيادة إضراب الرابع من مايو سيكشفهم لما إشتركوا فيه, الأمر الذي يدفعنا لنتيجة إن الإخوان صدقوا الكذبة التي أشاعوا فيها سيطرتهم علي الشارع . وقد كشف فشل الإضراب إن حزب التجمع مازالت لديه اليد العليا في التـأثير علي الطبقة العمالية وإن اليسار المصري مازال يحتفظ بقوته بالرغم من محاربة الدولة له وقلة موارده التي دفعت دكتور رفعت السعيد أن يقول ليس لدي خمسمائة الف جنيه لأدفع الف جنيه ل 500 مرشح في المحليات. علما بأن كل عضو من الإخوان قدرت تكاليف حملته الإنتخابية بعشرة مليون جنية. وبحسبة بسيطة نجد أن الثمانية وثمانون كرسي كلف الإخوان ما يقرب من 880 مليون جنية. وفي النهاية أقول للجميع عليكم الفصل بين نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة وسيطرة القوي السياسية علي الشارع المصري, وأتمني من الدول والحكومات التي سارعت بفتح قنوات حوار مع الإخوان بالتفكير مرة أخري في هذه الخطوة, وعلي اليسار المصري أن يرفع رآسة عاليا فسبب عدم إشتراكه في الإضراب أدي لفشله. وأقول للإخوان أخفضوا من نبرة صوتكم قليلا فبعد أربعة مايو أنطبق عليكم المثل العربي( صيطه كالطبل ولكنه أجوف).

ليست هناك تعليقات: