الأربعاء، 7 مايو 2008

بصراحة



الإنتخابات النيابية الماضية بمصر أفرزت وصول 444 نائب يمثلون 222 دائرة إنتخابية. نجح من بينهم قبطي واحد فقط من بين أربعمائة وأربعين, وهو الدكتور يوسف بطرس غالي ويشغل منصب وزير الإقتصاد. وهذه النتيجة تعتبر عارا علي مصر وعلي المصريين مسلمين قبل الأقباط, ولذلك طالب الأقباط من خلال مؤتمراتهم بتخصيص نسبة تتراوح بين 15% إلى 10% لضمان تمثيل نيابي عادل للأقباط. وكالعادة كان الرفض من قبل النظام, كما إنهم لم يكتفوا بالرفض فقط بل أطلقوا حملة إعلامية من خلال الأجهزة الإعلامية التي تسيطر عليها الدولة بالتعاون مع جماعات تكفيرية وهابية تناصب الأقباط العداء الدائم بتشويه صورة أقباط المهجر واصفين إياهم بالطائفيين, ولم ينسي النظام أن يشرك اليهوذات من الأقباط. وتناسي الجميع أن نجاح قبطي واحد في الإنتخابات هو الطائفية بحد ذاتها وفي أبهي صورها . والحقيقة إن الحقوق تنتزع ولا تمنح وعلي من يطالب بحقوقه لا بد أن يناضل من اجل الحصول علي حقوقه, وحتى أكون صادق مع نفسي فقد كنت أحد الكتاب الأقباط ومع لفيف من الأقباط الذين يطالبون النظام بتخصيص نسبة للأقباط أو بتغيير النظام الفردي إلي نظام القائمة النسبية. الذي يعتبر أكثر عدالة للأقليات من الفردي, وهاهي الظروف تساعد علي تحقيق إحدى المطلبين. ولكن لو كانت القائمة علي مستوي الجمهورية وليس علي مستوي المحافظات وظل الأقباط علي ما هو علية فلن يحصلوا علي الكثير. بل ربما ظهر اكثر من جمال أسعد في أكثر من مكان. وسبب ذلك ليس هي سلبية الأقباط فقط كما يتصور البعض, ولكن السبب هو تفكك الأقباط فهذا مع الحزب الوطني وذلك مع الوفد وآخر مع الغد وأخرين مع حزب الجبهة........ وقد يقول قائل هذا شئ طبيعي لإننا شعب فلابد أن يكون بيننا كل التيارات السياسية من أقصي اليمين لأقصي اليسار وهذا صحيح. ولكن لو نظرنا لتجربة كل الأقليات في العالم التي حصلت علي حقوقها لوجدنا وحدتها كانت هي بداية الحصول علي هذه الحقوق. فبوحدتك تصبح قوي سياسية لها وزنها وتجبر الجميع علي إحترامك وعلي الإنصات إلى مطالبك. فلا حقوق في عالم السياسة للضعفاء. إذا ما هو الحل؟ كيف نحصل علي حقوقنا؟ كيف يكون لنا صوت قوي تحت قبة البرلمان يطالب بحقوقنا؟ كيف نجبر النظام علي إحترامنا وإحترام عقيدتنا وكنيستنا؟الحل هو إن ينضم الأقباط لأحد الأحزاب في مصر وعندما أقول الأقباط أقصد كل الأقباط . ولكن قد تقابلنا ثلاث مشكلات في هذه الطريقة.الأولي: كيف لجميع الأقباط وهم ينتمون لمختلف التيارات السياسية أن ينضموا لتيار واحدوالثانية: ماذا عن اليهوذات الذين سينضمون لأحزاب أخري منها الوطني ومنها الإخواني والثالثة: موقف الكنيسةبالنسبة للمشكلة الأولي أضرب لكم مثلا بالأكراد فقد كانت بينهم حروب لدرجة إن عدد الذين قتلوا في حروب كردية كردية كان أكثر من الذين قتلوا في حروب الأكراد ضد نظام صدام. ولكنهم إتحدوا وإستطاعوا تحقيق الكثير من مطالبهم بالرغم إختلافهم وخلافاتهم وحروبهم. ونحن ما بيننا هو خلاف فكري وليس خلاف أدي لحروب بيننا كما إن وحدتنا من أجل نضال سياسي وليس عسكري. فكيف بنا لا نتحد من اجل تحقيق مطالب شعبنا المظلوم والمقهور والمسلوبة حقوقه.وبالنسبة للمشكلة الثانية فلو تم الإتحاد وإتفق الكل علي إختيار حزب ما فلن يكون لهؤلاء اليهوذات ثمن ولن يكون لهم قيمة و ولن يجدوا حزب يضمهم لقائمتة, فسبب ضمهم هو لخداع الأقباط للفوز بأصواتهم عن طريق وضعهم في المراكز الأولي في قوائمه. كما حدث مع جمال اسعد في أسيوط. حيث كان هو علي رأس قائمة التحالف الإسلامي. بينما كان المرشح القبطي الأخر في أخر قائمة الحزب الوطني لذلك نجح جمال في خداع الأقباط علي أساس إن فرصته أكبر بكثير من القبطي الأخر, ونحن في حالة إتحادنا سيكون مرشحينا الأقباط علي رأس القوائم , فمن إذا سيقبل ترشيح شخص يكرهه الأقباط أو يشعرون إنه منافق؟ثالثا: موقف الكنيسة وهي في الحقيقة في وضع لا تحسد علية في هذه الحالة فكلنا يعلم إن الأساقفة يطلب منهم حضور المؤتمرات الجماهيرية للحزب الوطني في مختلف المدن . ولكن بالرغم من وضع الكنيسة المحرج تستطيع الكنيسة أن تعلن وقوفها علي الحياد وعدم تدخلها في الشئون السياسية وفي العملية الإنتخابية ولن يستطيع أحد أن يلومها.وفي رأيي الشخصي وبصراحة أنة هذا هو الحل الوحيد للحصول علي تمثيل نيابي عادل للأقباط. وإلا لم ننتهز الفرصة ونتحد قبل الانتخابات القادمة فربما تغير الدولة النظام الإنتخابي ثانيا كما حدث في أواخر الثمانينات وعلينا أن ننتظر ربع قرن أخر حتي يعود نظام الإنتخابات بالقائمة النسبية.

ليست هناك تعليقات: